الثقافة والرياضة

اسمه أيمن السقيطة وعمره 24 سنة. أيمن ابن خريبكة... عاشق لفن الكرافيتي يحلم بأن يصير من فنانينه الكبار في المغرب، ولمَ لا، عالميا.  

لم يتلقَّ أيمن تكوينا أوليا في الكرافيتي، لأن تكوينه الأكاديمي كان في ميدان المعلوميات، كما درس تقنيات المونتاج. لكنه يجد نفسه ويعبر عن نفسه في فن الكرافيتي. 

"منذ طفولتي، كنت أحب الرسم"، يقول أيمن، رغم أن العائلة، كمعظم الأسر المغربية، كانت تدفع أيمن نحو آفاق بعيدة عن الفن. آفاق تعتبرها مدرة للدخل بشكل أَأْمن من الفن.

 

ولأن وسائل التواصل الاجتماعي تقربنا اليوم من آمالنا وأحلامنا، فقد بدأ أيمن السقيطة يتابع عددا من فناني الكرافيتي ويتعلم من تقنياتهم... إلى أن تم تنظيم تكوين في فن الكرافيتي لفائدة شباب خريبكة في المكتبة متعددة الوسائط بالمدينة (الميدياتيك).

 

التكوين، الذي نظمه متطوعو مبادرة Act4Community بالمكتب الشريف للفوسفاط بشراكة مع مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي، كان مفتوحا في وجه الجميع ومكّن أيمن، إلى جانب 13 شابا وشابة من خريبكة، من الاحتكاك بفنانين مغاربة معروفين في فن الكرافيتي والتعلم منهم.

 

 

استغرق التكوين 3 أشهر شملت الجانب النظري والممارسة الفعلية عبر لوحات فنية تم إنجازها في المدينة. 
كذلك، خلال مسابقات الـ NBA التي تم تنظيمها في خريبكة، اشتغل هؤلاء الشباب مع فنانين آخرين في إعداد رسومات كرافيتي في المدينة. تجارب مكنت أيمن من ضبط تقنيات الكرافيتي وتطوير نفسه عبر التكوين والممارسة في نفس الوقت. 

 

ثم جاء مهرجان منظار (Mine d'art)، الذي نظمه المكتب الشريف للفوسفاط في أكتوبر 2019، بشراكة مع مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي... عرف المهرجان مشاركة ثلاثة من فناني الكرافيتي المحترفين من الدار البيضاء، وكان هؤلاء يحتاجون لمساعدين... وهنا، توفرت لأيمن السقيطة فرصة جديدة لممارسة هوايته الفنية مع محترفين "يحلم أن يصير مثلهم وأن يشتغل، مثلهم، في مهرجانات هنا وهناك"، يقول أيمن. 

لاحقا، اشتغل أيمن على جدارية فنية في نادي المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة، حيث رسم لوحة حجمها 2m/2m وكانت تلك أول تجربة "احترافية له". أول عمل فني يأخذ عنه مقابلا ماديا... الأمر الذي يعتبره أيمن خطوة أساسية في مساره الفني.

 

بالنسبة لأيمن، فإن أبناء المدن الصغيرة غالبا ما يكون عليهم أن يبذلوا مجهودا أكبر من غيرهم. لكن، "أن تتاح لك فرصة التعلم على يد فنانين محترفين وأن تشتغل إلى جانبهم لأسابيع طويلة، فتلك خطوة أساسية في المسار الشخصي الذي يبقى على كل فرد أن يبذل مجهودا ليطوره".